المجلة الالكترونية للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري : تغطية كاملة لجميع فروع الأكاديمية  -  وتحت اشراف قسم الأخبار الإلكترونية - المقر الرئيسي 

قصص قصيرةمقالات

الفرصة الضائعة : قصة قصيرة بقلم حنين النشار

دوى صوت الترام سريعاً … هذا الترام الثالث الذي يمر امامة حتى الان . لديه موعد مع زملاء العمل الساعة الرابعة عصرًا في احدى المقاهي .
ظل جالسًا يأبى ان يغادر المحطة … يفضل انتظار واحد اخر .. و ربما يجعله يمر قبل ان يركبة ليغادر قاصدًا وجهته . عندما يمر عبر تلك المحطة تأتي العديد من الذكريات لجلد عقله … يتذكر ضحكاتها و تلك النظرات التي كانت دائما تقتحم قلبه . ينتظر ان يراها صدفة ، ان يطمئن عليها … هل لازالت ترتدي تلك الإسورة التي اعطاها لها من قبل ، لو قابلها هل ستكون تلك صدفة ؟ ام هو من يحاول خلق الصدفة من أجل لقياها ، فتذوب كل الشروط لجعلها صدفة حقيقية ..
ظل جالساً يعبث بلحيته كما اعتاد ان يفعل … يدعوا الله في داخلة ان يستجيب له تلك المرة . لا يعلم ما هو السيناريو القادم بعد اللقاء ، هل ستكون المصافحة … ام الهروب من الألم ، هل عليه ان يبدأ تلك المرة ..؟ ام ان ينتظر المبادرة منها كعادته …
هل سيراها تلك المرة ؟

لقد اعتادا الجلوس على تلك المحطة و تبادل الحديث ، كان أحيانًا يشتري لها المشروب الذي تحبه ، هل لازالت تشرب هذا المزيج الغريب من الاناناس مع الرمان ؟
ظل جالساً يتظاهر بانه يتصفح هاتفه ، بينما لا يوجد في عقلة سوا صورة لابتسامتها ..
هو يعلم انها تستقل المقطورة كل يوم ثلاثاء في هذا المعاد للتسوق او للتجوال في شوارع الاسكندرية القديمة . ربما تصطحب معها إحدى الصديقات و ربما تكون بمفردها .. لكن ما يهمها دائما ان تستمتع فقط .. ان تستمتع بكل لحظة تحياها.
كان دائمًا يتمنى ان يصير جزءًا من تلك الحياة المليئة بكل شيء يحبة ،
و يختار عادةً الحياة التي يحثها عقله على اختيارها … اختار كل الاماكن التي لا تنتمي الى كيانه …
المكان الوحيد الذي كان ينتمي اليه كانت هي … لقد كان نمرودًا فقط و عاند روحه ، فتاهت الروح بعد الفراق .
دوى صوت الترام من جديد ، يبدو ان تلك هي الترام الخامسة … لقد تاخر عن ميعاده نصف ساعة تقريبًا .
ركب المقطورة في ازدراء من هذا القدر الذي ينتقم منه و يعانده . لم يبقى شيء ليفعله حتى يستطيع ان يراها ..
التدبير الرباني من يخلق له صدفة اللقاء … على من يحاول ان يخدع ؟ على نفسه ؟ روحه .. ام تدابير خالقه ؟

بينما تستعد المقطورة لتتحرك ، اخترق ضوء عيناها قلبه … لقد كانت واقفة بعيداً ، مختبئة خلف الاشجار تنظر اليه …
منذ متى كانت واقفة ؟ كانت تراقبة منذ البداية …
تنتظر ان يركب … ان يرحل كما رحل من قبل …
اخيراً استطاع أن يلتقي بها .. لبضع ثواني .. اضاع الفرصة كما كان يضيعها دائما.. تأتي له بعد فوات الأوان … لو كان التفت حوله لحصل على بضع ثوان اكثر .
اقتربت من المحطة و هي تنظر اليه جيدًا ، يديها خاليه من الأساور ، فقط ممسكة بمشروب الاناناس بالرمان . كان يتسائل لماذا اختارت الاختباء … لماذا لم تخطوا تلك الخطوات إلا بعدما تاكدت من صعوده … هل لانها تعلم انه يخشى ان يتقدم .. ان يتكلم .. يخشى حتى المصافحة .. هل تسخر من عدم شجاعته على النظر في عيناها ؟ هل على تأخره الدائم في كل خطوة يخطوها في واقعه … ام ربما كانت تحاول الانتقام لكرامتها …
بينما تصارعت تلك الاسئلة في قلبه ، كان الترام قد تحرك قباله الوجهه المعاكسة لمراده .

Related posts
المجلة الثقافيةقصص قصيرة

رحلة قصيرة إلى الضبعية بقلم الربان رفعت زناتى

أخبارأخبار جميع فروع الأكاديميةالمجلة الثقافيةتكنولوجيامقالات

الذكاء الاصطناعى والملكية الفكرية بقلم المستشار علاء مبروك

Uncategorizedقصص قصيرةمقالات

Victory of the innovative By Ashrakat Hesham

مقالات

مفترق طرق بقلم عمر هشام مغربي