-بمناسبة الزناتية في الصعيد، في صبايا في السبعينات من القرن الماضي، أي منذ خمسين عاما، كان جدي الشيخ “حسنين” لديه “مدشة” فول، وكان أقرباؤنا من الصعيد، الحاج / سيد الزناتي – عمدة الضبعية/ الأقصر، كان يأتي من “الضبعية” كل عام في مثل هذه الأيام.. أيام جمع الفول من الحقول والغيطان، يأتي إلى جدي الشيخ “حسنين” ومعه ثلاثة أو أربعة من العائلة.. حيث يقدم لهم جدي واجب الضيافة ثلاثة أيام، في بيته الذي فيه “مسجد الزناتي” قبل بنائه.. وبعد تدشيش الفول يعودون إلى الضبعية
ومرت الايام والسنون، ثم جاء العام ٢٠٠٦، وكان عمري ٥٥ عاما، فأنا من مواليد ٥١ – وكان يوم عيد الفطر، وبعد صلاة العيد في شبين الكوم أخذت العائلة في فسحة، إلى أين؟ إلى أسوان! (٩٥٠ كم) بالسيارة.. أنا وزوجتي وإثنان من أبنائي خالد ٢٢ سنة، وعمر ١٣ سنة.. خرجنا من شبين الكوم بعد صلاة الظهر، وأخذنا طريق الصعيد الغربي، وأذن علينا المغرب في أسيوط، دخلناها وقضينا الليلة في نادي الضباط – تاني يوم بعد الفجر، غادرنا إلى الأقصر، فدخلناها، وقابلنا مزلقان سكة حديد مغلق انتظارا لمرور القطار، وأنا واقف أمام المزلقان شاهدت يافطة معلقة على السيمافور مكتوب عليها (الضبعية).. تذكرت ان لنا أقرباء فيها، وبعد مرور قطار البضائع بعرباته المكشوفة تحمل عيدان قصب السكر، في طريقها إلى مصانع السكر في نجع حمادي، جذب نظري رجل صعيدي سبعيني واقف بجوار السيمافور على بعد خطوتين مني يرتدي جلبابه ذو الأكمام الواسعة وعلى رأسه عمامة كبيرة ومستديرة، فألقيت عليه التحية، وسألته مشيرا إلى اليافطة: هل (الضبعية) كده؟ … قال: نعم.. قلت: أنا اللواء بحري / رفعت زناتي.. من المنوفية، تعرف عائلة الزناتي اللي في الضبعية؟ ٣-قال: طبعا، دول أسيادنا وأسياد البلد.. قلت: اركب معانا، وتعالى وصلنا ليهم، إحنا جايين نعيد عليهم.. فركب.. ودخلنا قرية (الضبعية)، ووقفنا أمام مبنى كبير (دوار الزناتي).. ونزل عم “حسين” الصعيدي، ودخل المبنى، وعاد معه رجل في الستينات من عمره، فألقى على التحية: السلام عليكم.. عليكم السلام.. انا فلان من المنوفية، وإحنا جايين نعيد عليكم، وأنا أذكر العمدة الشيخ سيد الزناتي، قال: الله يرحمه، دا والدي، وأنا المهندس فؤاد الزناتي ابنه وأنا العمدة، إتفضلوا
إتفضلنا.. استقبلنا في بيته، ثم أخذنا إلى الدوار حيث استدعى العائلة القريبين للتعارف، و تناولنا الغداء.. ثم أرسل معنا الشاب (حسن الزناتي) في العشرين من عمره، في جولة للمعابد والآثار في الأقصر، وقضينا الليلة في نادي الضباط بالأقصر..
في صباح اليوم التالي، غادرنا “الأقصر” إلى “أسوان”.. وإلى لقاء آخر


الربان رفعت زناتي
ضابط سابق في البحرية ، وخبرة في البحر أكثر من ٥٠ سنة .. ألف ١٤ كتابا في العلوم البحرية منها اثنين باللغة الإنجليزية ، و ١٢ باللغة العربية