المجلة الالكترونية للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري : تحرر بالكامل بايدي الطلبة من مختلف الكليات - وتحت اشراف قسم الأخبار الإلكترونية

قصص قصيرةمقالات

الخلاص :قصة قصيرة بقلم الطالب علي محمد اليمني

يجلس على الأرض مستندا” الى الحائط و يداه ملطخه بالدماء وفي اليمني مسدسة الخاص الذي عدله بنفسه, أخرج علبه سجائرة في هدوء وهو يلهث في أرهاق من تلك المعركه الداميه التي أودت بسته قتلي في المستشفي أمام حجره يارا.
لم يجد ما يشعل به سيجاره فبدأ في يفتش في ملابس القتلي من حوله حتي وجد قداحه ذهبيه عليها صورة امراءه عاريه, أبتسم و أشعل السيجاره ليعود و يجلس أمام باب غرفتها في هدوء ليتأمل كل تلك الأفكار التي تتخبط في صراع داخل عقله.
كيف لا يزال يهتم لها بهذه الدرجه, أنها المرة الثانيه التي ينقذها بها رغم كل هذا الضرر الذي تسببه لتجارتة, جزء منه يخبره أن يطلق رصاصه في دماغها ليكمل عملة في سلام وجميع الأجزاء الأخري تلعنه علي مجرد التفكير في هذا.
يطلق سرب من الدخان من ثنايا صدرة ليدخل أحمد و حسام حاملين مسدساتهما ليروا علي جالسا” على الأرض في بذلته الملطخه بالدماء كباقي وجهه وما كشف من جسده ويدخن في هدوء…. أشار صديق لعامر أن يخفض سلاحه ليلتفت قائلا” في مزاح.
احمد: شكلنا أتأخرنا أوي.
حسام: صاحبك قام بالواجب.
قالها و أشار الى نور في سخريه ليتفاجأ بعلي يطلق النار علي المصباح الوحيد المضئ حتي ينتهز فرصه للهروب, هو يهرب من الحديث معهم تجنبا” لأيقاظ ذلك الصوت المضئ بداخله, هرعا الأثنان علي غرفه يارا مسرعين أطمئنانا” علي سلامتها ليجدا انها لا تزال مستلقيه علي ذلك السرير وشعرها الأحمر منثور حولها حتي أنها بدت كالملاك, مر علي تلك الغيبوبه أسبوع كامل حتي الأن… أسبوع كامل بسبب ضعف جسدها في الأونه الأخيره فلم يتحمل الحادث حتي الأطباء لا يعلمون متي ستفيق هي.
احمد: لازم يهرب بطريقه السينما. قالها و هو يضحك في وجهه حسام بشكل هستيري.
حسام: لسا مجاش وقتوا.. لولا الوصيه كان زمانوا جثه برا جمب الباقي و أنت عارف.
احمد:لو فكرت بس هخليهم زياده كمان واحد وأنت عارف.
قالها احمد في تهديد وحدة جعلت ملامحه تتجمد من شده الجديه التي حملتها كلماته لدرجه أن حسام بدت عليه علامات القلق.
صديق: أحنا مكملين ليه ها دي سكتوا علي باظ مبقاش علي الي أحنا نعرفوا علي اخونا مبقاش موجود أفهم.
عامر: عايز تمشي أمشي بس أعرف أنك ملكش رجعه لينا كلنا, مفيش أخ بيسيب أخوة ومينفعش نسيبوا في الحاله دي أنت ناسي أنها خبت عنوا جزء من وصيتها و قالتوا لينا أحنا التلاته بس…. وبعدين ناقصك أيه كل حاجه ماشيه شغل و فلوس و ماشيين و خلاص كل واحد فينا ماشاء الله داخل علي المليار صافي ثروته ومعانا فلوس توزن بلد.
يقود نور سيارته في عجله من أمره وفي عقله عشرات الأسئله التي تدور كالملاب الجائعه معا”…. أولها لم حذره المحاكم أنهم سيغتالوها في المستشفي…. وكيف علم من الأساس…
كيف أخبره أن أحدهم سيطلق عليها النار في المؤتمر الذي ستلقيه يومها ولما يحذره…هو لا يسامح نفسه أنه لم يصدقه يومها ولكنه يحمد الله أن الطلقه أصابت كتفها ولكنها في غيبوبه بسبب فقدان الدم وصدمه الحادث أيضا”.
وصل نور الي مكتبه وهو يلهث هذئب واصل الركض لمئه عام ولم يصل… فتح باب مكتبه وهو يطلب من مساعدته أن تتصل بكردي للقدوم مسرعا” لتهرول هي الي الهاتف بدلا” من أن يصب شئ من غضبه عليها ولكنها لا تعلم أنه ليس من هذا النوع من الرجال…ولكن بدلا” من ذلك بدء في صب القليل من الويسكي في كأسه المملوء بالثلج ليهجء عقله قليلا” فلا ينفعل… لازل يفكر في خطوط المحاكم التي ليس لها من اسباب واضحه ..أسئله بلا أجابه.. خيوط معلقه في الهواء…افاق من غيبات عقله علي صوت طرق الباب ليدخل كردي بعد أن أستأذن صمت قليلا” نور ليقاطعه كردي ويسأل عما حدث ليجاب بصمتا” قاتل مع نظره وعيد
جعلت عظامه يتخللها البرد رغم دفئ ملابسه ليعيد السؤال مره أخري…
نور: أنت أزاي متأمنش الاجتماعات بتاعتي يا كردي.
قالها بهدوء الأسد قبل ألتهام فريسته هو من صفاته فهو يتلذذ به يراه يكشف من أمامه من خوف.
كردي:أنا أمنتها كويس جدا” كمان بس التسريبات كانت من حد في المجلس نفسوا مش من برا المجلس يعني أكيد حد من الكبار هو الي سجل.
يحاول كردي بأستماته الدفاع عن نفسه بشتي الطرق لأنه أكثر الناس علما” أن لا يوجد أسهل من رصاصه في منتصف الجبهه وحفره في منتصف مكان مجهول ولن يعلم عنه أحدا” شئ وكانه لم يولد من الأساس…
نور: أنا بسامح في أول غلطه لكن أتنين لا وانت عارف كويس…أنا عايز الي سرب الأجتماع ومعاد الشحنه دلوقتي تتصرف و تغتطس و تجيبوا انت فاهم..
قالها بغضب وهو يمسك بفك كردي السفلي لدرجه كادت تحطمهليامرة بالرحيل وما ان التفت ليتذكر ان يحذرة من ان يمس شعره واحده تلك الصهباء في المستشفي….
خرج كردي واغلق الباب ورائهحتي يطاب نور من السكرتيره في الخارج الا تزعجه لباقي اليوم… يريح ظهره علي كرسيه الجلدي المريح وهو يتحسس تلك القلاده التي تنتهي بخاتم فضي مزين من الداخل باسم  ليغوص في تلك الذكريات مع ذجاجه الويسكي الفاخر الثمين المعتق والسيجار العتيق في أنفصال عن الواقع الذي اختاره ليكون فوضي علي هذا العالم وجحيم بشري الصنع وجسدا” منهك للغايه من كثره كل هذه المعارك في السبع سنوات الماضيه الغريب أنه لم يخسر شيئا” من كل تلك العضلات ولكنه كسب المزيد من الندوب التي تعتلي جسده كراقصه غجريه علي مسرح في اوروبا….
يخرج الدخان ليتبخر هو في تلك الذكريات و الصورة التي لازالت محفورة في عقله لأمرأتين أحداهما جلبته للدنيا و الأخري حعلته يحى من بعد موت بدون ولاده وألتقطتها من حاولت قبلهم أغتياله….
لن يرتاح حتي يجلب فوضي قلبه و عقله علي هذا العالم في عجل….
يستيقظ نور علي صوت رنين هاتفه كالكلب الجائع ليجد أنها السادسه صباحا” وعشرات المكالمات الفائته من عامر وكأن العالم علي وشك الأنتهاء ليمسك هاتفه وهو يترنح من أثار الثماله من ليله أمس.
نور: أيه يا عامر صباح الخير.
عامر: صباح النور, أصحي كدا و فوق عشان أنهارده يومنا ها أنا هعدي عليك علي الساعه سبعه افطر وأجهز كدا عشان المناقشه الساعه عشره ولسا هنصحي صديق ماشي.
نور: طيب لما تيجي أبقا قولي, سلام.
أنهي نور المكالمه معه حتي يشعل سيجاره ويري من أيضا” حاول مهاتفته خلال نومه كالقتيل… ليجد أن أمه قد حاولت الأتصال به عشرات المرات… يبدء في مهاتفتها ولكن بلا جدوي ربما هي في أجتماع ما لأحدي شركاتها الذي يتعدي عددهم المئه.
تدخل يارا وهي تمشي كقطه في هدوء…فتاه عشرينيه صهباء شعرها يتعدي الخاصرة بيضاء البشره لدرجه تنظنها تضئ…متوسطه الطول كفتاه ولكنها قصيره نسبة لذلك الوغد الرياضي البنيه البالغ مئه وثمانون طولا و تسعون وزنا” لطالما عشق النمش الذي يغطي كتفها ويظهر بندره علي ذلك الوجهه الملائكي الملامح. 
يحب كيف يغرق في تلك العيون الزرقاء وتلك الشفاه الصغيره التي عندما تضع عليه قبله يكاد يحلق من السعادة… جسدها المتناسق الذي تكاد تجزم أنها أجرت مئات عمليات التجميل أو أن أمها كانت ملاكا” حتي تنجب هديه القدر تلك.
يارا: هجضرلك الفطار وحاجه تشربها عشان مش عايزاك تشيل هم اي حاجه أنهاردة…في حاجه وصلتلك من شركه شحن من ساعتين قلتن اسيبها عشان تشوفها أنت مامتك الي بعتاها بالمناسبه.
نور: هاتيها أشوفها طيب.
يارا: هتلاقيها في الدريسينج روم حاطاها هناك.
قام نور ليفتح الطرد ايتفاجاء ببذله مصنوعه خصيصا” من شركه عالميه ..سوداء بقميص أبيض مناسبه جدا” ليرتديها في مناقشه مشروع التخرج اليوم أكثر ما أعجبه بها أنها تبرز تفاصيل جسده الرياضي البحت وتظهر أن تحت هذا المهندم الهادئ وحش قادرعلي تحطيم رجال وتطفي علي بشرته القمحيه اللون بريقا” كنجوم الأفلام ويري أيضا” ساعه من جديده ولكنها من الطراز القديم كما يحب تحمل خلف عقاربها أول حرفين من أسمه محفورين علي اساسها الأزرق….وجد أيضا” حزاما” وحزائا” وأيضاط خطاب من أمه تعتذر فيه أنها لن تكون حاضرتا” اليوم وأنها ستقابله حين تصل ليحتفلوا ثلاثتهم.
وتخبره أيضا” ان يشكر يارا لأنها اتصلت بها و اختبراتها علي ميعاد المناقشة و انها قد اوصت بعض الاساتذة في الجامعة عليه حتي ينال مشروع تخرجه اعلي درجة … كم اغضبه هذا … فهو لا يحب ان يتوسط له احد يري ان مجهوده قادر علي ان يوصله لارفع الاماكن بدوس مساعدة.
نور: يارا مكنش لازم تقوليلها علي اسامي الدكاترة.
يارا: اعتبرها هدية عيد ملاديك مش كفاية يوم عيد ميلادك رايح الكلية و مش حنقضي اليوم كله مع بعض.
نور: تمام. حخلص مشروع التخرج و الكلية و اجيلك نسهر في مكان محترم … او مش محترم اوي يعني. قالها بسخرية فإنطلقت منها ضحكة جعلت كل شئ ساكن به يتحرك فرحا.
بدء نور في ارتداء ملابسه حتي يذهب إلي احمد المنتظر امام المنزل.
ينزل نور من علي ذلك السلم امام البيت ليذهب الي احمد قفيخبره ان يركن سيارته لان نور لديه مفاجئة. يذهبان إلي الجراح حتي يقوم نور بكشف الغطاء عن السيارة التي سيقودها اليوم.
يكشف نور الغطاء عن سيارة مرسيدس سوداء مكشوفة السقف بدون لمعان موديل السنة. لو يقودها نور إلا مرات قليلة و لكن اليوم يوم مميز حصيلة جهد خمس سنوات في كلية الهندسة قسم الميكانيكا الإلكترونية… هو يشعر أنه يملك العالم إنطلق بسرعة غريبة جعلت احمد يصرخ و نور ظل يضحك حتي علي أن الأمر خطير و أن السيارة ستسرع أكثر فبدأ في خفض السرعة تدريجيا.
مر نور و أحمد بمنزل حسام الذي كان ينتظرهم بفارغ الصبر. هؤلاء الثلاثة رفاق الروضة مرا بكثير من المشاكل و الصعوبات و لكنهم حتي الأن اخوة تظنهم من نفس الام و الاب لولا اختلاف الشكل و الاسماء. ذهبوا إلي الجامعة ليجدوا الاستاذ الجامعييتصل يخبرهم أن ميعاد المناقشة تم تاجيله إلي الثالثة لعدم قدرة أحد الأساتذة علي الحضور… هذا تمام ما كان ينقصه مزيد من الانتظار, مزيد من الوقود لزيادة نيران القلق مع عواصف التوتر التي تلتهمه.

تبا إنها التساعة هل يمزحون معه؟ هذا ما جال بخاطره.قاتلته… يذكر كل همسها…

لاحظ ا حمد و حسام انه قد بلغ من الصبر اخره فحاولوا تهدئته قبل ان يستشيط غضبا. 
احمد: طيب يلا نعض في حتة عقبال ما المعاد يجي.
حسام: يالمرة نفطر تاني انا ميت من الجوع.
نور: يبني ارحمني انتا حتشيلني… كفاية اكل.
قالها نور بسخرية من صديقه الضخم الذي رغم تناوله الغريب للطعام يبدو جسده بهذا الشكل العضلي المخيف الذي يفزع بعض الناظرين رغم بلاهة قلبه و انه من اكثر الناس طيبة و مسامحة و يطلقون عليه لقب الطفل الضخم. اتجه إلي مطعم باطلالة علي الشاطئ ليحظوا بوقت لطيف.
وصلوه إلي المطعم و كل منهم قلق و متوتر ألا يستحسن الاساتذة المشروع و لكن جميعهم يحاولون أن يخفوا هذا بطريقة ما إما بالضحك و المزاح طارة و طارة اخري بالطعام و القهوة و اللعب.
اخذ هات احمد في الرنين و لكن لم يلحظ احد المتصل تنالوله أحمد و اخذ يقول للشخص الذي علي الهاتف أن المناقشه قد أجلت الي الساعه الثالثه وأنهم الان في ذلك المطعم وأخبره بأسم المكان. لاحظ نور ان وجهه أحمد بدء في الاحمرار عندما راي الهاتف فلم يكن يريد ان يسال… كان يظنها خطيبته تتحري عن مكانه  مجددا” كم هي غيوره ولكن معها حق فهو شاب أسمر مثال للوسامه ذو جسد رياضي متوسط البنيه و بعيدا عن كل هذا فهو كان زير نساء لذلك يعذرها… علي الرغم أن معجابت نور أكثر منه ولكنه يحسن طريقه الكلام مع النساء اما هو فيتعامل بطبيعته ولكن لا يقدر ان يقول لأمراه عما يشعر بسهوله فهو خجول بطبعه…
التفت نور لحسام عندما وصل الطعام واخذ يشير له ان ينتظر حتي لا يفسد الطاوله وحواسيبهم المحموله الذي وضعها ثلاثتهم هناك….
  
تدخل منار من باب المكان وكأنها مشهوره وكأن أحدي ملكات الجمال قد مرت من أمام الناظرين وهي فتاه في مطلع العشرينات بيضاء سوداء الشعر ذات عيون بنيه عند سقوط الشمس عليها تظن انك ولدت من جديد, وتلك الوجنات الحمراء التي لا تجعلك ترفع عينك من علي وجهها وكان عقلك قد سلب منك بطريقه ما و تلك الشفاه المنتفخه التي تهمس بنبره صوت قادره علي أقناع أبليس نفسه بارتكاب ذنب لم يرتكبه يوسف نفسه مع أمراءه العزيز بجسدها المثالي التي عملت جاهده في صاله التمرين لنحته حتي يظهر بهذه الهيئه… كان بينهما شئ هيا و نور في فترة.
كان يعشقها و لكنها لم تكن تفهم … لم تفهم لم لا يجعلها حتي تصافح صديقا لها من باب الغيرة لم تفهم الحب الذي جعله في قمة الانانية حيث كانت تقول إنه مجنون و رجعي و رجل غير متفهم علي النقيض كا نيري فيهم نظرة شهوة فكان ذلك يقتله. اما هو فكان عليه التغيير رغم انها من علمته السهر و الكحول و غيرت بيه الكثير لكنه ليس من النوع الذي يضيع وقتا علي ذكري إن كان قد ظلم و قد ظلم معاها.
مر علي فراقهما ثلاث سنوات حتي الان لقد نسييها من اول خمسة اسابيع و اصبحت مجرد صديقة له رغم مناوشاتها في الينه الثانيه لتعيد الحب بينهما و لكن ان مات الحب تموت كل العلاقة.
يفيق علي صوت هاتفه في الرنين… أنها الثالثه صباحا”….عجيب كيف يمر في تلك الذكريات السعيدة التي يواسي نفسه بها ليبدء في صب غضبه علي العالم بعدها…مرت سنوات في بضع ساعات تذكر فيها اغلبها والأهم أنه تذكر كيف كانت تلامس يده وكيف عشق همسها..
التقط هاتفه ليجد ان المحاكم هو من يطلبه للحضور أمامه… يريده الأن من أجل العمل علي شيئا” ما…. لم يوضح أي شئ فقط طلب منه القدوم وأنتهت المكالمه… قفز نور ليغسل وجهه

Written by :

Name ; Aly Mohamed El-Yamaney

College of Engineering

Abou-Qir Branch

The New Was Followed And Uploaded by :

Name ; Hanine Elnashar

College of Engineering

Abou-Qir Branch

Related posts
معلومات عامةمقالات

Book Review: A Good Girl’s Guide to Murder by Holly Jackson

تاريخ فنفنونمقالات

مسجد المرسي ابو العباس

معلومات عامةمقالات

Mastering Professional Legal Writing: Crafting Clear and Effective Laws and Documents

خواطردينيةمقالات

عيد الاضحى : تعرف على الفرق بين يوم النحر و يوم القر