ركبت السيارة منتظرا..جائني اتصال من مدير عملي..لقد خصم لي مبلغا من المال بسبب خطأ قمت به..أتت زوجتي من بعيد ومعها ولدي طارق و محمد..فتحت زوجتي باب السيارة الأمامي و جلست جانبي..طارق ومحمد فتحوا الأبواب الخلفية للسيارة..وجلسوا في المقاعد الخلفية..كان وجه زوجتي بائس وحزين..تحركت بالسيارة رجوعا للمنزل،ونحن في الطريق سألتها ما بك؟!..بصوت فيه غضب وشده..قالت:ليس بيا شيء،أرح بالك..أشتعل الغضب بداخلي،وبدأت أصرخ..فجأة رأيت أمامي امرأة تعبر الطريق..حولت أن أتفادها..فنعطفت بسرعة..انصدمت السيارة بسيارة أخرى..انقلبت السيارة عدة مرات… .
أنا لؤي لدي خمسة وثلاثون عاما،تخرجت من كلية الإعلام..تزوجت بعد الكلية مباشرة،وأنا في سن ثلاثة وعشرون..زوجتي آلاء تخرجت من كلية الهندسة..أنجبنا ولدين..طارق ومحمد،طارق لديه عشرة أعوام،ومحمد ثمانية أعوام،
زادت الهموم على كاحلي لا أستطيع العيش في راحة بال..دائما عقلي مشغول أفكر في حياتي و حياة أسرتي،أهذه الحياة التي كنت أريدها؟!..أهذا ما كان في مخيلتي؟!..الخطأ في أم في الحياة؟!… .
انقلبت السيارة عدة مرات..الناس يذهبون لإنقاذ لؤي وأسرته..جاءت سيارة الأسعاف..المستشفى مليئة بالأصدقاء والأقارب..لؤي في العناية المركزة يصارع الموت..الأطباء يقولون أن حياتهم كلهم غير مستقرة و في مرحلة كبيرة من الخطر..زوجة لؤي بين الحياة والموت..محمد وطارق يلتقطان أنفاسهم الأخيرة..نبضات قلبهما تزيد..جهاز القلب يتوقف لكليهما،كأنهما تعاهدا أن يعيشان معا كأخوة في الحياة ويفترقان مع بعضهما ويتركان الحياة ورائهما،لؤي أصيب بجروح بليغة وكسور في معظم جسمه..زوجة لؤي تلحق بولديها..يتركون لؤي يصارع الموت لوحده… .