المجلة الالكترونية للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري : تحرر بالكامل بايدي الطلبة من مختلف الكليات - وتحت اشراف قسم الأخبار الإلكترونية
في ليلة مظلمة في صحراء قاحلة في جو بارد،استيقظت وأنا أشعر بصداع شديد في رأسي، وبالكاد أستطيع فتح عيني وأشعر بثقل في جفني، وجميع أعضاء جسمي تتألم، وأحرك يدي ورجلي بصعوبة ، ولكن تمكنت من النهوض أخيرا، وبدأ الصداع بالتلاشي قليلا، ونظرت إلى ما حولي وقلت ما الذي أتى بي إلى هنا؟،أنا لا أتذكر أي شيء،وبعد لحظات وجدت شخصين يستيقظان،وبدا عليهما نظرات التهكم والاسغراب والذهول،فقلت لهم من أنتما؟وأين أنا،فرد أحدهما وكانت ملامحه قمحوية بعض الشيء، ولكني لم أستطع التحديد جيدا بسبب الظلام،وقال:لا أدري،ألا أحد يتذكر فيكما أي شيء،وتحدث الرجل الآخر وكان أبيض الوجه،وقال:لا أتذكر أي شيء،وفجأة بدأت أشعر بدوار شديد.
استيقظت وفتحت عيني شيئا فشيئا، وكان ضوء الشمس ساطع موتجها نحو عيني، وبعد بضعة دقائق بدأت تتضح الرؤية لدي، ورأيت الرجلين الذين كانا في الليل، وكانت ملامحهما أكثر وضوحا، وأحد الرجلين قمحوي اللون ذو ملامح خشنه ومفتول العضلات وتقريبا طوله متر و تسعون سنتميتر ،وكان يقوم بشوي شيء ما،والرجل الآخر ملامحه بيضاء اللون ويرتدي بدلة أنيقة و طوله تقريبا متر و ثمانون سنتميتر،قلت: ما هذا الشيء الذي تشويه؟،القمحوي: أنه خروف قمت باصطياده،فسكت قليلا متعجبا كيف أتى بذلك الخروف ولا يوجد أي اثر للحياة في هذه الأرض القاحلة،ولكن بسبب جوعي لم أتكلم،القمحوي:هيا الطعام جاهز للأكل،الغريب أن الطعام كان شهيا لدرجة أني كنت أتناول دون تفكير في أي شيء، وبعد الانتهائنا من تناول الطعام قال القمحوي:هيا لنبحث عن أي مكان قريب من هنا لكي نستريح فيه،قلت: كيف نبحث عن أي مكان إن من الواضح لا يوجد أي شيء في هذه الصحراء،القمحوي:هيا فالتتبعاني…. . في جو حار شديد سرنا بحثا عن أي شيء،وشعرت بعطش شديد وقلت:ألا أحد يشعر منكم بعطش؟!،فرأيت الرجل الأبيض يخرج من حقيبة كانت على ظهره زجاجة مياه،فوقفت مستغربا قليلا وقلت:ماذا يوجد في هذه الحقيبة؟،الأبيض:لا يوجد غير مياه فقط،ولا أدري بهذه الحقيبة من البداية ولكن وجدتها عندما استيقظت بجانبي،قلت:حسنا،وأخذت أشرب لأروي عطشي،وفجأة رأينا مجموعة من الأكواخ،واتجهنا نحوها فإذا برجل يستوقفنا ويقول:بغير مسموح لكم المرور من هنا،فإذا بالرجل القمحوي يعطيه لكمة تجعل الرجل يغمى عليه و يقع على الأرض،فمزلت صامتا وشعرت ببضع السعادة،ودخلنا إلى هذه القرية الصغيرة،ورأينا شيخا كبيرا ومعه مجموعة من الأشخاص يبدو عليهم أنهم حراس،الشيخ:من أنتم،وماذا أتى بيكم إلى هنا،الأبيض:سوف أعطيك خمسمئة ألف درهم ،الشيخ:وما المقابل؟،الأبيض:أن لا نخرج من هذه القرية وتتركنا فيها،وأخرج من حقيبته خمسمئة ألف درهم،الشيخ:حسنا،إنني موافق،القمحوي:نحن نريد هذا الكوخ الكبير هناك،الشيخ:لكنه ملك لإمرأة أرملة ولديها أربعة أولاد لقد مات زوجها منذ سنتين وترك لها هذا الكوخ،القمحوي:إني لا أعرف هذا الكلام سوف نأخذ هذا الكوخ،وتوجه القمحوي إلى هذا الكوخ ولم يعرف الشيخ والحراس فعل شيء؛ لأنهم لا يريدون إبطال الاتفاق،وكسر القمحوي باب الكوخ وأخرج المرأة خارجه هي وأولادها دون أي رحمة،وأرى ابتسامة ترتسم على وجه الأبيض وكان خلف القمحوي،وقلت:من أنتما،ولا تكذبان،قالا:نحن أنت، نحن شهوة السلطة والمال نحن الخير والشر نحن نفس الإنسان بخيرها وشرها،وقفت ساكنا وفجأة شعرت بدوار وأغمى علي…