المجلة الالكترونية للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري : تحرر بالكامل بايدي الطلبة من مختلف الكليات - وتحت اشراف قسم الأخبار الإلكترونية

قصص قصيرةمقالات

رواية غريب

استيقظ نادر في صباح يوم غائم في الساعة السادسة صباحا للاستعداد ليومه الدراسي الجامعي، وأخذ يحضر أفطاره كعادته،وأخذ يختار ملابسه ليكويها،وعندما انتهى من كل شيء نظر الى ساعة هاتفه ووجدها الساعة السابعة،فأخذ يتناول أفطاره في خلال عشرين دقيقة،والساعة قد أصبحت السابعة و عشرون دقيقة،وأول محاضرة لديه في تمام الساعة الثامنة و النصف،وكانت المسافة ليصل إلى كليته على الأقدام حوالي خمسة وثلاثون دقيقة ، ولكن اذا أخذ أي حافلة سيصل في غضون عشرة دقائق أو أقل ولكنه كان يفضل أن يأخذها مشيا ، ونزل من بيته في غضون الساعة الثامنة إلا ربعا، ولكنه أحس بشيء غريب في الشارع وهو عدم وجود أي شخص في طريقه وعدم وجود سيارات تسير في الطرقات والسيارات موجودة ساكنة بجانب الأرصف.
نادر هو شاب قمحي اللون لديه عشرون عاما ذو شعر أكرت قصير،وطوله حوالي مائة و ثمانون سم تقريبا،ولد في عائلة ذات طبقة متوسطة من قرية صغيرة من محافظة الفيوم،وانتقل إلى محافظة الإسكندرية بعدما انتهى من الثانوية العامة إلى جامعة الآداب ؛ لأنه كان لا يعرف أن يعبر ما بداخله إلا بالكتابة وبشيء آخر….. .
عندما صدم نادر مما رآه في الطرقات من إختفاء كل ما هو حي، أكمل طريقه وحاول أن يوهم نفسه أن الأمور طبيعية،ولكن في نفس الوقت يشعر بخيبة وبشيء يقبض على روحه بشدة ،ولكن حاول المقاومة وتكملة مسيره إلى الجامعة،لاحظ أيضا أن كل المحلات مغلقة ولا يوجد أي “كشك” مفتوح،ووصل نادر الجامعة ونظر الى الساعة يده وجد أن الساعة 8:25 (الثامنة و خمس و عشرون دقيقة)،دخل بوابة الجامعة ولكن لم يوجد هناك رجال الأمن،ولكن لم يشغل لذلك بال،لأنه كان مسرع جدا ليصل في وقت المحاضرة،ووصل القاعة ولم يجد أحد،ووجد كلام مكتوب على الحائط للدرجة أنه تراجع،قرأ الجملة عدة مرات ولم يفهم أي شيء ،والجملة هي”أنت السبب يا نادر”وباللون الأحمر فقترب قليلا ليكون أقرب للجملة فتوضح أن هذه دماء،وفجأة سمع أصوات من خارج القاعة فأحس بخوف شديد وأسرع لأغلاق الباب،ووضع خلف الباب مجموعة من الطاولات والكراسي ونفذ كل ذلك بدون أي تفكير لشدة التوتر،وأصبح مترقب وفجأة هناك خلف الباب يريد أن يفتحه ويقوم بدفع الباب بقوة شديدة ولكن الاشياء التي وضعها نادر خلف الباب تعوق الشيء الذي يفتح وفجاة فتح وانتقل هذا الشيء بسرعة فائقة إلى نادر يهاجمه لدرجة أن نادر لم يلحق أن يرى هذا الشيء،وفجأة استيقظ نادر ووجد نفسه في حديقة خضراء ذات أشجار كثيفة جدا،وقام ليكتشف أين هو وما هذه الغابة،وبعد قليل من مشيه بين الأشجار تحولت الأشجار إلى لون غامق ورمادي وأصبحت الأشجار تنغلق عليه بشدة،جلس نادر على الأرض وسار يبكي بشدة إلى أن نام وأغلق عينه،وفتح عينه مرة أخرى ووجد نفسه في نصف شارع لطريق مسرع وهناك سيارات تتخطاه من الجانب الأيمن والأيسر و فجاة جاءت سيارة مسرعة نحوه،وقبل أن تنصدم به،استيقظ فجأة ووجد حوله أطباء وممرضين،ولكن لا يشعر بأي وجع في جسمه فكان يتسأل “هو أنا فين؟! هو أنا في مستشفى ولا ايه؟! أنا حاسس أني كويس، أنا ليه هنا!!”،وفجأة بدأ يصرخ بصوت عالي ويقوم الممرضين بتهدأته وجاء أحد الممرضين بحقنة وقام بحقن نادر في كتفه،وفجأة دخل نادر في النوم مرة أخرى.
قبل عامين كان نادر متزوج ولديه أبنتين وولد،وفي يوم دخل لص البيت وأراد أن يسرق بعض الأشياء،ودخل غرفة الأطفال ولكن لا يعلم أنها غرفة الأطفال وفجأة استيقظ الابن فلاحظ السارق هذا الأمر فأخرج السكين وقتله بعدة طعنات فاستيقظت الأبنتين فقتلهم وقد سمع نادر أصوات أبنائه و على أسريرتهم دماء،ولسوء الحظ ذهبت زوجته قبله لتتفقد الأبناء فطعنها السارق أيضا وقتلت،ولكنه لم يلحق القاتل وهرب،وفي هذه اللحظة فقد عقله نادر وأصبح يكلم نفسه ولا يدري أميت هو أم حي،وجعلته الصدمة يتخيل أشياء ليست لها وجود،وأصبح يمشي في الشوارع لا يدري أين يذهب وأصبح على هذا الحال لأسابيع.
في مستشفى الأمراض العقلية في غرفة 103 يوجد نادر على كرسي متحرك،ولديه شلل رباعي،وعندما تنظر إلى عينه تجدها مفتوحة بشكل مخيف،وتجد تحت عينه هالات سوداء،ويتناوب الممرضون على إطعامه، ويقول الأطباء ليس هناك أي فرصة لشفائه،وتفكر إدارة المستشفى بإخراجه منها بحجة أن هناك من يستحقون العلاج أكثر منه ويمكن أن يكون الإفادة لهم أكثر، وهناك مئات الغرف بل مئات المستشفيات يفكرون مثل هذه الإدارة ،ولا أحد يدري أهذا صحيح أم لا؟!!!.
Related posts
معلومات عامةمقالات

Book Review: A Good Girl’s Guide to Murder by Holly Jackson

تاريخ فنفنونمقالات

مسجد المرسي ابو العباس

معلومات عامةمقالات

Mastering Professional Legal Writing: Crafting Clear and Effective Laws and Documents

خواطردينيةمقالات

عيد الاضحى : تعرف على الفرق بين يوم النحر و يوم القر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *