المجلة الالكترونية للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري : تحرر بالكامل بايدي الطلبة من مختلف الكليات - وتحت اشراف قسم الأخبار الإلكترونية

قصص قصيرة

متاهة

كان هناك شخص اسمه مهند في عمر السادسة عشر ذو ملامح بيضاء و شعر أسود ناعم قصير و يلبس نظارة ذات عدسات مربعة الشكل و ذو شخصية انطوائية لا تخب أن تقترب من أحد أو أن يقترب منها أحد وهو يدرس في المدرسة الثانوية القومية في الصف الأول الثانوي، 
والطلاب كانوا يتنمرون عليه باسمرار بسبب تلعثمه في الكلام عندما يوجه له المعلم أي سؤال دراسي، ولكن كان يتميز مهند أنه لا يتغيب أبدا عن اليوم الدراسي مهما حدث،
وفي يوم من الأيام لاحظ الطلاب والمعلمون تغيب مهند عن المدرسة لمدة أسبوع كامل بغير عادته 
فاتصل أحد المعلمين على بيت مهند للاطمئنان عليه و يرن جرس الهاتف ولكن لا يوجد مجيب،وبعد ساعتين يعيد هذا المعلم الاتصال مرة أخرى في حوالي الساعة الخامسة  مساءاً لأنه أحس بشيء غريب ولا يعلم لماذا أحس بذلك الشعور، ولكن في هذه المرة يرد عليه والد مهند
المعلم:السلام عليكم.
الأب:وعليكم السلام بصوت يحمل الحزن والبكاء.
المعلم:إني اتصل لكي اطمئن على مهند بسبب تغيبه عن الدراسة.
الأب:إن مهند قد مات.
المعلم:كيف ذلك؟
الأب:لا ندري أي شيء.
المعلم:أرجوك يا سيدي وضح إلي ماذا حدث؟
الأب:لقد مات مهند منتحرا.
المعلم:كيف!كيف!كيف!
وأغلق الأب المكالمة دون الجواب عن سؤال المعلم
وظل المعلم يتسأل لساعات تلو ساعات ما سبب الذي يؤدي إلى انتحار طالب في سن السادسة عشر حتى كاد المعلم أن يصاب بالجنون بسبب الصدمة
وفي اليوم التالي أشياء غريبة في المدرسة ولم يفسر أحد هذه الظاهرة،لقد تم اختفاء طالب تلو الآخر وانتحار طالب بعد طالب بطرق مختلفه و مفزعه،فمنها من يحرق نفسه حتى تلتهم النار جسمه ويصرخ بصوت متألم قاسي شديد ذو وجع وصراخ قاتل،وآخر يقوم بطعن نفسه عدة طعنات، وآخر يقوم بحرق وجه بمكواة الملابس حتى ظهور العظم وتلاشي الجلد وتساقطه،
ولكن ما لوحظ أن لديهم شيء متشابه وهو علامة على جسم كل واحد منهم تمثل شيطان بعين واحد
انتشرت الأخبار في المدرسة وخارج المدرسة ولا أحد يعلم ما هو اللغز وماذا يحدث ولكن المعلم من بداية الأمر كان يشعر بشعور غريب لم يوارده من قبل، و كان نوعا ما قريبا من طلابه و كان قريب من الطالب مهند و كان يحاول أن يخرجه من انطوائيته،
وأحس المعلم بالندم بانتحار مهند لأنه قبل هذا الانتحار أحس بشيء غريب في مهند ولم يلق له بال، وهو بعض الكدمات على بعض أجزاء مرئية للعين على جسم مهند مثل كدمة على اليد و ظهور عروق واضحة
وفكر المعلم و حاول أن يربط الأحداث مع بعضها البعض ووجد أن مهند هو الوحيد الذي لم يجد على جسمه علامة الشيطان بعين واحدة والآريعة فقط كانت عليهم هذه العلامة، والذين انتحروا هم من كانوا يتنمرون على مهند 
،وأثبتت تحقيقات الشرطة والمباحث أن موتهم غير طبيعي بالمرة وكأن شيء يتحكم بهم لفعل ذلك وأنهم  انتحروا بطرق شنيعة
ولما قرأ المعلم هذه التحقيقات في الصحف تأكد مما كان يشك فيه هو أن الشيطان بعين واحدة هو مهند الذي عاد بعد موته لينتقم ممن كان يقضى عليه نفسيا و جسديا
وليلة هذا اليوم الذي كشف المعلم فيه سبب ما يحدث و بعد ارهاق الأيام السابقة 
ولم يكن يريد أن ينام بسبب الصدمة والخوف الذي راوده هذه الليلة لم يراوده في حياته أبدا من قبل وغفت عينه لبضع دقائق ورأى الشيطان بعين واحدة ورأى حوله نار ملتهبة تلتهم مجموعة من البشر،و صرخات عالية تدوي لها العين والسمع،وفجأة ظهر مهند يبكي ويقول هم السبب لم أرد فعل كل هذا 
و استيقظ المعلم فجأة صارخا وهو يتعرق بشدة ونظر إلى هاتفه ليرى كام الساعة وكانت الساعة الثانية عشر و عشرون دقيقة بعد منتصف الليل
وقرر أن يذهب إلى قبر مهند ولم يعرف ما سبب شعوره هذا
ولبس ملابسه ونزل من بيته مسرعا، ووصل إلى مكان قبر مهند و نزل من سيارته و دخل المقبرة وكانت مظلمة جدا وسأل (الحانوتي) أين قبر مهند الذي توفى الأسبوع الماضي و دله(الحانوتي)على المكان ولكنه لم يرد اصطحاب المعلم إلى مقبرة مهند بنفسه و قال له اذهب إليها لوحدك “أنا مش ناقص مصايب أنا عندي عيال عايز أربيها
في هذه اللحظة أحس المعلم بخوف شديد ولكن لم يرد التراجع وتوجه إلى مقبرة مهند وتنقل بين المقابر وكأنها متاهة وكان يتحرك على حسب ما وصفه له ( الحانوتي) من طرق والظلام كان حالك جدا ومعتم ومرعب،وفي النهاية وجد قبر مهند ووجه اليه كشاف الضوء لدى هاتفه لكي يتأكد من الاسم،وفجأة ظهر مهند على القبر وورائه الشيطان بعين واحدة كان واضحا أكثر من الحلم و عينه حمراء وذو قرنين كبيرين وله أنياب كبيرة وبدون شعر رأس وطوله مئة متر،
وفجأة تكلم مهند أتدري يا معلمي ما هذا الشيء ورائي؟
هز المعلم رأسه بلا لشدة خوفه و عدم استطاعته التكلم 
فقال مهند أنه الوجع والألم والحزن واليأس بسبب ما رأيت من معامله سيئة من قبل زملائي
، فسأله المعلم أأنت الذي جعلت زملائك ينتحرون،قال مهند نعم أنا الذي فعلت وهذا الذي يستحقونه،في هذه اللحظة أراد المعلم أن يقضي على هذا الشيطان وتذكر كتاب اسطوري قرأه في الماضي يتكلم على الأرواح الشريرة وقرأ عن الشيطان الذي ظهر أمامه 
وتذكر التعويذة التي تقضي عليه”انتكراتا بردولا فكنوري ترادالا مرودي” وهي تعويذة إغريقية تعني”رد السيئة بالاحسان و رد الإحسان بإحسان أعلى منه” ،وفجأة اختفى مهند والشيطان واختفت علامة الشيطان بعبن واحدة من على أجسام الجثث وتوقفت الجرائم والانتحارات التي كانت تحدث 
ولكن هل هذه النهاية لا أحد يدري
Related posts
قصص قصيرةمقالات

الخلاص :قصة قصيرة بقلم الطالب علي محمد اليمني

قصص قصيرةمقالات

الفرصة الضائعة : قصة قصيرة بقلم حنين النشار

قصص قصيرةمقالات

The Fault in Our Stars

قصص قصيرةمقالات

قصة الفولاذ الجزء الاول

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *