انطلقت مسيرة الفن التشكيلي الأوروبي من عصر النهضة الذي شهد طفرة في فهم التشريح والمنظور والعودة إلى القيم الكلاسيكية، ممثلًا بعمالقة مثل مايكل أنجلو ورفاقه. ثم تعاقبت الحركات الفنية؛ حيث انتقل التركيز من التناغم الكلاسيكي إلى التشويه التعبيري (المانيريزم)، ثم الدراما والبذخ (الباروك)، ثم الدقة المترفة (الروكوكو)، حتى تطوّرت المفاهيم مع الكلاسيكية الجديدة والرومانسية والواقعية. تلاها الانطباعية وثورة الرؤية البصرية، فظهرت الحركات الطليعية في بدايات القرن العشرين مثل التكعيبية والتعبيرية والسريالية والدادية، وصولًا إلى الحداثة (Modernism) بمختلف تنويعاتها؛ ومن بعدها الفن المعاصر الذي يتصف بالتعدّد والتداخل في الأساليب والوسائط والأفكار.
تُمثّل هذه المدارس الكبرى معالم محورية في تاريخ الفن الغربي، وتتداخل أحيانًا فيما بينها زمنيًّا وفكريًّا، لكنها شكّلت مجتمعةً مسارًا متطورًا للأفكار الجماليّة والتقنية التي فتحت الطريق أمام التنوع الهائل في الفنون التشكيلية المعاصرة.
(Renaissance) عصر النهضة
الفترة الزمنية: تقريبًا من القرن الرابع عشر حتى أوائل القرن السابع عشر (بلغ ذروته في القرن السادس عشر)
السمات الفنية
العودة إلى دراسة الطبيعة والإنسان، والتأثر بالفنون الإغريقية والرومانية القديمة (الكلاسيكية).
الاهتمام بالتشريح وبتجسيد الجسم البشري بشكل واقعي، واستخدام المنظور (Perspective) للتعبير عن العمق والحجم.
التركيز على المثالية الجمالية وتوازن التكوين.
أبرز فنانين عصر النهضة
لورنزو جيبرتي (1378-1455): النحات الذي صنع «أبواب الجنة» في فلورنسا.
دوناتيلو (1368-1466): النحات العظيم الذي صنع أعمالًا تمكن مشاهدتها من كل الزوايا.
يان فان إيك (1390-1441): عبقري الرسم الزيتي الذي لم يضاهيه أحد في قدراته حتى اليوم.
جوفاني بيليني (1430-1516): سيد الألوان والمنظور والتفاصيل الواقعية.
أندريا مانتيغنا (1431-1506): رسام لامع وأستاذ في خلق تأثيرات للمنظور يمكن التلاعب بها.
ساندرو بوتشيلي (1445-1510): سيد الألوان وإعادة تفسير الصور الكلاسيكية.
ليوناردو دا فينشي (1452- 1519): غيّر في دراسة المواد وكان مبتكرًا في جميع المجالات، لا سيما فن رسم الأشخاص البورتريه.
آلبرخت دور (1471- 1528): الرسام العظيم وأستاذ التفاصيل والضوء والواقعية.
مايكل أنجلو (1475-1564): أول فنان من عصر النهضة يحترف الرسم بقدر احترافه في النحت.
رافائيل (1483-1520): سيد التلوين والتناغم وخلق وهم المساحة.
لمحة عن مايكل أنجلو
كان رسام ونحات ومهندس وشاعر إيطاليا وكان يبحث دائمًا عن التحدي سواء كان تحديا جسديا أو عقليا، وأغلب المواضيع التي كان يعمل بها كانت تستلزم جهدًا بالغاً سواء كانت لوحات جصية أو لوحات فنية مرسومة، وكان ميكيلانجيلو يختار الوضعيات الأصعب للرسم إضافة لذلك كان دائمًا ما يخلق عدة معاني من لوحته من خلال دمج الطبقات المختلفة في صورة واحدة، وأغلب معانيه كان يستقيها من الأساطير، الدين، ومواضيع أخرى. نجاحه في قهر العقبات التي وضعها لنفسه في صنع تحفه كان مذهلا إلا أنه كثيرًا ما كان يترك أعماله دون إنجاز وكأنه يُهزم بطموحهِ نفسه. من أعظم أعماله تمثال داوود وسقف كنية سستين الذي استمر في رسمه ثلاث سنوات
لمحة عن ليوناردو دافنشي
ليوناردو دي سير بيرو دا فينتشي هو فنان ومخترع إيطالي كثيرُ المعارف، ويشتهر بإنجازاته العلمية واختراعاته وبأنه كان رسامًا ونحاتًا وأديبًا ومعماريًا وموسيقيًا ومهندسًا حربيًا وعالمًا في الفلك والرياضيات والفيزياء، والجيولوجيا، والنبات والخرائط. ويقالُ عنه أنه أبُ الهندسة المعمارية وعلم الإحاثة (أي المتحجرات أو الأحياء القديمة)، ويعدّه الكثيرون أعظم رسَّام في التاريخ، ولو أن قلَّة من رسوماته تبقت حتى زمننا الحاضر وكان من أهم أعماله لوحة الموناليزا ولوحة يوحنا المعمدان ولوحة عذراء الصخور ولوحة البشارةومجموعة من المخططات والرسومات الأولية الغير مكتملة
مع وعد باللقاء فى الجزء الثانى من سلسلة مدارس الفن التشكيلى