ضحكة ياسين بونو طيلة مباراة إسبانيا والمغرب، جعلتني أسرح بعيدا عن الظاهر، فاستحضرت حديث الاختصاصية في علم النفس السلوكي اليوت بارسينين في إحدى دراساتها عن الضحك وكيف قالت إنّه “يفضح ما بداخلنا”..
لأنّ ضحكة ياسين بونو، كانت ضحكة صامتة، بإظهار ابتسامة عريضة فقط، فقد كانت ضحكة مفخّخة ومخادعة إلى درجة كبيرة، لم تفضح ما بداخل بونو، لكنّها كشفت الكثير..
أن تضحك في وجه خصمك، فذاك من أكبر درجات الإرباك له، لأنّه سيكون عاجزا عن توقّع تصرّفاتك، بل إنّ أيّ حركة سيقوم بها، ستكون بمثابة الحماقة، وهنا تتذكّرون ما حصل مع لاعبي إسبانيا الذي عجزوا عن تسجيل أيّ ركلة، وفعل بهم بونو ما فعلته شخصيّة جعفر بعلاء الدين في فيلم “ديزني علاء الدين” في تسعينات القرن الماضي.
أن تضحك في وجه مناصريك، فذاك أكبر صنيع يُمكن أن تقدّمه لهم، لفكّ الضغط قليلا.. بالأمس كان أحد الأصدقاء يشاهد بجانبي المباراة، فكان يرتعد مع كلّ محاولة إسبانية، لكنّه كان ينفجر ضاحكا، كلّما كشفت الكاميرا ضحكة بونو..
الكثيرون يصنّفون الضحك على أنّه ردّة فعل إنقاذيّة من الطراز الأوّل، لأنّ الشخص يُنكر من خلاله هول الفاجعة أو الحادثة، وهذا بالضبط ما حصل مع ياسين بونو، فالرجل من خلال ضحكته، تحوّلت المباراة في ثمن نهائي كأس العالم إلى مباراة بين الأحياء في أزقّة الدار البيضاء.
ربما قد أكون ذهبت بعيدا عن كرة القدم، لكن لي ثقة كبيرة، في أنّ ضحكة بونو كان وراءها الكثير.
طيلة عقود كانت الأمور النفسية عدوّنا الأوّل، لكنّ ياسين بونو، خبرهم طيلة سنوات، وخبر أسلحتهم، فضربهم بها في مقتل.