كانت الأجواء الرمضانية قد بدأت تحل و الزينة تعلق من الأطفال و تتعالى أصوات المرح و الضحك فى كل الشوارع …. كان صديقنا الخامل قد استيقظ على صوت الأطفال و العبوس يغطى ملامحه و مظاهر الإنزعاج تبددت فيه لأنه يعلم انه سيكون بمفرده للمرة التى لا يعلم الكم ولكنه بخر كل تلك الأفكار و اختار النهوض للجامعة حتى لا يتأخر على المحاضرات و كالمعتاد سمع أصدقاءه يتحدثون عن قضاء أول يوم فى رمضان مع من يحبون أو مع أقاربهم و تحمل كل هذا حتى موعد رحيله للبيت و بينما هو غارق فى أفكاره سمع انفجار “بومب” بجانبه قد ألقاه أحد الأطفال و صادف أنه يمر بجانبه قام جميع الأطفال بالضحك بصوت عالى و قد شاركهم صديقنا بالضحك معهم و مع كل ضحكة منه يتذكر أيام الطفولة الجميلة و المشاغبات التى كان يقوم بها مع أصدقاءه الذى اشتاق لهم بشدة وبسبب وفاة والديه منذ فترة أصبح يهاب الجلوس فى الشقة القديمة بمفرده و قام بعدها بمصافحة الأطفال و الصعود إلى الشقة التى يجلس فيها بمفرده حتى حل عليه أول يوم و مر اليوم بسلام و كان سمع بعض العزومات التى كان يعلم انها مزيفة حتى لو لم تكن كذلك كان يحبذ عدم الإزعاج و عندما صعد الشقة وجد جميع اصدقائه القدامى منتظرين قدومه عند باب الشقة و كان تناوبو عليه بالضرب المعاتب بمزاح لأنه لا يراسلهم و كان شعور صديقنا مثل الذى قد فاق من غيبوبته بعد سنين طويلة من السبات و يومها نام هادئا مطمئنا منذ فترة لم يجرب هذا الشعور و قد أحس انه مهما دارت به الأيام لن يتبقى له سوى أصوله و الأشياء التى كونته…