بات كل شيء رمادي ، أصبح الفراغ من حولي يفزعني ، اسمع صوت انفاسي يرن في
الأرجاء يملؤه الرعب ، اصبحت محموما بفرط خوفي من الوحدة حتى امسيت
وحيد ، اصبح كل شيء بعد رحيلك لا يمت للحياة بصله ، زالت روح الحياة بعد
زوالك من حياتي ، لم اتوقف يوما عن التفكير فيما مضي ، عن الأيام ، عن كل تلك
الأحلام التي رسمناها سويا و نحن نحتسي كوبي الشاي في شرفة شقتنا الدافئة
أقصد تلك التي كانت تحمل الدفء بين ثناياها – فبرحيلك بات المكان من حولي
باردا حد التجمد ، أجلس وحدي يا آيلا أحتسي كوب شايِّ كما أعتدتِ تحضيره لي
، وحدي يا آيلا يملأ داخلي الخوف ، ما عادت دنيايا آمنة كما كانت فمنذ رحيلك
و كل أفكاري تهجامني ، شُنت حروب داخلي لم تُخمد سوا بتركي منكمشا في فراشنا
ابكي كطفل في الرابعة ضل السبيل عن أمه رغم أنني جاوزت عامي الستين
عزيزتي آيلا
اشتياقي لك فاق كل الحدود ، انتظر بشده يومي الذي سآتي فيه الي
لتحويني ضلوعك كما كانت تفعل في الماضي ، سنصبح جسدا واحدا كما كانت
روحينا ، حبيبتي آيلا طفلك الكبير ما عاد يحتمل آلام الشوق تلك ، عودي لزيارتي
في احلامي فهناك الكثير لأبكيه بين ذراعيك ، طفلك الكبير لم تكن الحياة من بعدك
أبدا رحيمه به ، طفلك الكبير امسي بلا ملجأ ، آيلا ! اصبحت استطيع البكاء ْ
ٍومنذ عرفت سبيله لم ينقطع عني قط … انتهي كوب شايِّ و لكن مدامعي لم تُنهي ما بداخلها من دموع ..
! لازلت غارقا بك يا عزيزتي