الدانماركي ياس ثوروب مدربا جديدا للنادي الأهلي

قام النادي الأهلي بالاعلان عن المدير الفني الجديد للنادي في مؤتمر كبير كان ينتظره محبي و متابعي نادي القلعة الحمراء
مدرب الأهلي الجديد هو الدانماركي ياس ثوروب البالغ من العمر 55 عاما
خلال مسيرته التدريبية لعب 512 مباراة في مختلف الأندية و كانت نتائجه كالتالي
فاز في 265 مباراة و تعادل في 113 مباراة وتجرع الهزيمة خلال 134 مباراة أي بنسبة فوز تقدر ب %52
سجلت الفرق تحت قيادته 927 هدف وسكنت شباكه 626 هدف أي خلال متوسط المباراة الواحدة يقوم فريقه بتسجيل هدفين مقابل هدف وحيد للخصم فهذا يعني أن نسبة كبيرة من مباريات المدرب تنتهي بالفوز الصعب أو التعادل الا أن هنالك بعض المباريات تنتهي بفرق هدفين أو يخسر بفارق بسيط من الأهداف

مسيرته التدريبية
نادي أسبجيرج الدانماركي
نادي ميتلاند الدانماركي
نادي جينت البلجيكي
نادي جنك البلجيكي
نادي كوبنهاجن الدانماركي
نادي أوغسبورغ الألماني
وأيضا قام بتدريب منتخب الدنمارك تحت 21 عاما وصعد بهم للأولمبياد
فاز خلال مسيرته التدريبية بثلاث ألقاب هي لقبي الدوري الدانماركي وكأس الدانمارك
وكان أشهر لقب هو لقب الدوري مع نادي ميتلاند الذي لعب له امام عاشور لاعب الأهلي الحالي عدة مباريات منذ ما يقارب الثلاث سنوات
أخر فريق قام بتدريبه ياس ثوروب هو أوغسبورغ الألماني حيث قادهم للفوز في 23 مباراة و 17 تعادل وتعرض للخسارة في 25 مباراة خلال 65 مباراة في الدوري وكأس ألمانيا خلال موسمين
نستخلص من تجربة تدريبه لفريق أوغسبورغ الألماني وهي أخر المحطات التدريبية للدانماركي ثوروب أن نسبة الفوز 35% ونسبة الخسارة 38% أي أن نسبة كبيرة من المباريات أنتهت بالخسارة ولكن سيختلف ذلك النهج وستختلف عند تدريب النادي الأهلي حيث أن الأهلي يمتلك عدة عوامل فارقة أفضل من نادي أوغسبورغ من حيث جودة اللاعبين والموارد و الشعبية الجارفة

يُتوقع أن يعتمد ثوروب بشكل كبير على التوازن بين الدفاع والهجوم فقد يستخدم أحيانًا وسط مزدوج أو ما يعرف بدابل بيفيت لتثبيت الدفاع والمحافظة علي كثافة اللاعبين في منطقة جزائه وتحويل اللعب بسرعة من الخطوط الخلفية للدفاع وتحويلها الي مقدمة الهجوم للعب الهجمة المرتدة وأحيانا يميل الي الاستحواذ والانتشار أمام الفرق القريبة في المستوي أو الضعيفة
من خلال بعض المباريات له بنادي أوغسبورغ الألماني كان يلعب بتشكيلة 4-2-3-1 أو 4-3-3 وهذا اذا دل علي شئ فيدل علي أنه مدرب متوازن لا يندفع كثيرا نحو مرمي الخصوم لأن ذلك سيقوم بكشف دفاعاته فهو في معظم أطوار المباراة يقوم باغلاق مساحات التمرير للفريق الخصم مع الحفاظ علي النمط الدفاعي و التكتيكي خلال المباريات
أيضا يقوم بالتركيز على اللياقة البدنية والتحضير البدني والفني الجيد والاستعداد لمواجهة ضغط المباريات خصوصًا مع المنافسة على البطولات المحلية والقارية حيث يكون هنالك عدد كبير من التغييرات الفنية وتدوير اللاعبين للهروب من فخ الاصابات و الاجهاد الذي يصيب اللاعبين خلال الموسم

صراع جمهور النادي الأهلي مع أي مدرب جديد والمشاكل التي من الممكن أن يواجهها ثوروب خلال فترة تدريبه
جماهير النادي الأهلي تمتاز بعقلية خاصة تقوم على عدم قبول الهزيمة فالفوز بالنسبة لهم ليس إنجازًا بل هو واجب طبيعي ومتوقّع من الفريق في كل مباراة وبطولة ولهذا السبب يُطالَب أيّ مدرّب جديد بتحقيق الانتصارات منذ اللحظة الأولى حتى وإن لم يتعرّف على لاعبيه بشكل صحيح وسريع أو ظروف الفريق الداخلية و كيفية ادارة غرفة تبديل الملابس وعادات و تقاليد اللاعبين وأيّ تعثّر مبكّر حتي ولو كان في مباراة واحدة يُقابَل المدرب عادةً بنقد واسع وضغط جماهيري وإعلامي كبير
يُعدّ الأهلي أكثر الأندية في مصر وإفريقيا من حيث المتابعة الإعلامية والجماهيرية فكل قرار فني يتّخذه المدرّب سواء في التشكيل أو التبديلات أو حتى تصريحاته الصحفية يخضع لتحليل دقيق وانتقاد علني
كما أنّ الجماهير تُفضّل دائمًا الأداء الهجومي الممتع، وتربط “الكرة التي يقدمها النادي الأهلي” بالسيطرة والجرأة في الملعب
ولذلك فإنّ أيّ مدرّب يعتمد أسلوبًا دفاعيًا أو متوازنًا في البداية قد يُتّهم بأنه “غير جريء” أو “لا يُقدّم كرة الأهلي الحقيقية و هذا ما هو المتوقع الذي سيبدأ به ياس سوروب عند تدريب الأهلي و هو الاسلوب الدفاعي و المتوازن
في معظم الأندية الكبرى يُمنَح المدرّب الجديد وقتًا كافيًا لبناء مشروعه الفني الا في النادي الأهلي فالأمر مختلف لأنه يُطلَب من المدرّب أن يُحقّق النتائج الإيجابية الفورية مع تقديم أداء مميّز في الوقت نفسه وهذا غير مقبول في الواقع وقد يصل الي حد الجنون
فإذا خسر بطولة أو تعثّر في أكثر من مباراة تبدأ فورًا الدعوات الجماهيرية إلى إقالته وتقوم بالضغط علي مجلس الادارة لاقالته وتعيين بديل له بشكل فوري وعاجل حتى وإن كان لا يزال في طور بناء الفريق
هذا الضغط المتواصل يجعل الاستمرارية صعبة ويُهدّد أيّ مشروع تدريبي على المدى الطويل فيجب أن يتعلم الأهلي من تجارب مدربيه الناجحين السابقين حيث كانوا ببساطة ناجحين جدا ولكن سوء التخطيط والتسرع في الأحكام والسير وراء أفكار الجمهور المتهورة هي ما تؤدي الي طمث النجوم وارسالها الي الثقوب السوداء ولنا في فيكتور موسيماني ومارسيل كولر عبرة لعلنا نتذكر أنهم لم يبخلوا جهدا ولا شغفا لايصال النادي الأهلي لمنصات التتويج ولكن كتبت نهايتهم الجماهير ومجالس الادارة التي تبحث عن كبش الفداء دائما وهو المدرب , حقا ألا يوجد لاعبيييييين وادارة ليكونوا كبش للفداء ولدفع فاتورة الفشل الذريع ولو لمرة واحدة , أيعقل هذا ؟؟!!!!




من أبرز التحدّيات التي تواجه أيّ مدرّب جديد في الأهلي هي المقارنة المستمرة بالمدرّبين السابقين
فالجماهير لا تنظر إليه بمعزل عن الماضي بل تقارنه فورًا بمدرّب مثل كولر أو موسيماني الذين كانوا الأفضل خلال ال 10 سنوات الماضية في تاريخ النادي الأهلي حتي أنهم من الأفضل في تاريخ النادي الأهلي نظرا للبطولات التي قاموا بتحقيقها وهذا ما يستدعي الجماهير للتساؤل …………………………..؟؟
هل سيتمكّن من تحقيق بطولات إفريقيا كما فعل كولر؟
هل يملك شخصية موسيماني القوية؟
هذه المقارنات المستمرة تُضعف موقف أيّ مدرّب جديد وتجعل من الصعب عليه كسب ثقة الجماهير سريعًا
جماهير الأهلي تتوقّع من فريقها أن يفوز بجميع البطولات في موسم واحد
( الدوري، الكأس، دوري أبطال إفريقيا، والسوبر)
وأيّ فقدان لإحدى هذه البطولات يُعدّ فشلًا في نظر الكثيرين حتى لو فاز الفريق ببطولتين وخسر الثالثة وهذا ما يخلق نوعًا من عدم التوازن بين الطموح والواقعية التي هي الأكثر حدوثا وتحققا بين تلك السيناريوهات العديدة ويزيد الضغط النفسي على أيّ مدرّب جديد
المدرّب الذي ينجح في الأهلي عادةً هو من يجمع بين ثلاث صفات رئيسية وهي
شخصية قوية حيث أن المدرب لا يخضع للضغوط ويُحافظ على قراراته بثقة بالنفس ورباطة جأش وتحمل للصعاب
مرونة تكتيكية حيث يستطيع تغيير خططه حسب ظروف كل مباراة والتفكير في كل خصم علي حدة
ذكاء في التعامل مع الجماهير والإعلام حيث يختار كلماته بدقّة ويعرف كيف يحافظ على هدوئه عند الهجوم كي لا يصطدم بالجماهير و الاعلاميين الذين يعشقون تصيد الأخطاء ليتحدثوا عنها طويلا كأن لا يوجد شئ أخر سوي هذه الأخطاء
هكذا فعل موسيماني وكولر فتمكّنا من كسب احترام الجماهير بمرور الوقت عبر الأداء والنتائج معًا
فالسؤال الذي يطرح نفسه هل سينجح ياس ثوروب بحجز مكان له في تاريخ النادي الأهلي وقلوب جماهير القلعة الحمراء أم أنه سيتهاوي سريعا و يسقط مثل أوراق الشجر في فصل الخريف حيث تصيبها الرياح العاتية لتترك مكانها علي فروع الشجرة وتبتعد بعيدا الي النهاية ؟؟
كتابة الخبر : محمد مجدي محمد
خريج دفعة 2025 الهندسة الميكانيكية

