
يُعدّ ممدوح فرج رمزًا بارزًا في تاريخ الرياضة المصرية والعربية، إذ جمع بين تفوقه في الملاكمة والمصارعة الحرة، مما أكسبه مكانة مرموقة وألقابًا لامعة في عالم الرياضة.
ولد ممدوح فرج في 16 أغسطس 1951 لأسرة كان للفنون القتالية فيها جذور عميقة؛ فقد كان والده الملاكم المصري محمد فرج، أحد أبرز أبطال الملاكمة في مصر، وعمه الفنان محمود فرج المعروف بـ”عفركوش”، الذي جسّد شخصيات الملاكمين في العديد من الأعمال السينمائية. نشأ فرج على عشق الملاكمة، ما مكنه من تحقيق إنجازات متميزة في هذه الرياضة، حيث حصد ست بطولات أوروبية، مما وضعه في مصاف أفضل الملاكمين في القارة.
لاحقًا، انتقل ممدوح فرج إلى عالم المصارعة الحرة، حيث تلقى الدعم والتدريب من بطل العالم جورج شوتس، مما ساعده على احتراف هذا الفن وتعلم أسراره. وبعد عامين من العمل الدؤوب، استطاع فرج أن يحرز لقب بطل أوروبا في المصارعة الحرة، وتوالت إنجازاته ليصبح حاملًا لخمسة ألقاب عالمية، محققًا بذلك انتصارات على أساطير المصارعة مثل “فلانتيني”، “كيم جون كيندى”، “تونى أتلس”، “هركليز”، و”زيك فيلير”. وقد اكتسب لقبه “الضربة القاضية” تقديرًا لإنجازاته الكبيرة في هذا المجال، كما لُقب بـ”هوجان المصري” بعد فوزه على المصارع العالمي كلوز فالاس، الذي كان معروفًا بقدرته على تحريك شاحنة حمولتها 100 طن.
إلى جانب مسيرته الرياضية اللامعة، حصل ممدوح فرج على درجة الدكتوراه في التربية الرياضية من معهد “شيبورت”، مما عزز من مكانته كمثقف وداعٍ إلى أهمية التعليم واللياقة البدنية والالتزام الشخصي بين الشباب لتحقيق أحلامهم. وقد دخل ميداني الإعلام أيضًا، حيث قدّم برامج رياضية متخصصة في مصارعة المحترفين على قنوات عدة مثل “راديو وتلفزيون العرب الرياضية” وقنوات “مودرن سبورت” و”نايل سبورت”، ولاحقًا على شبكة تليفزيون النهار، حيث برز ببرنامج “المصارع” وشعار “هاى.. بقولك أنت”.
انتهت مسيرة ممدوح فرج الرياضية في عام 1996 بعد مباراة اعتزال أقيمت في استاد القاهرة الدولي وسط حضور جماهيري يفوق 17 ألف متفرج، إلا أن إرثه ما زال حيًا في أذهان محبيه وعشاق الرياضة. توفي في 16 أغسطس 2014، مخلفًا وراءه إرثًا رياضيًا وثقافيًا خالدًا، وأثبت من خلال مسيرته أن الشغف والتفاني في العمل يمكن أن يحول التحديات إلى إنجازات راسخة في تاريخ الرياضة.

تقرير بقلم : إبراهيم يوسف شعير
كلية الهندسة والتكنولوجيا
قسم ميكانيكا الترم العاشر