في مشهد مهيب يعكس عبق التاريخ وسحر البحر، استقبل ميناء الإسكندرية السفينة الإيطالية الأسطورية “أميريجو فسبوتشي”، التي توصف عالميًا بأنها أجمل سفينة في العالم. هذا الحدث الاستثنائي، الذي جرى في 14 فبراير 2025، جذب مئات الزوار من المصريين وأبناء الجاليات الأجنبية، الذين توافدوا لاستكشاف هذه التحفة البحرية عن قرب
رحلة عالمية تحمل عبق الثقافة والتاريخ
“أميريجو فسبوتشي” ليست مجرد سفينة؛ إنها رمز عائم يجوب بحار العالم، حاملاً رسالة من التراث الإيطالي الغني والتقاليد البحرية العريقة. رحلتها العالمية، التي انطلقت في 2023 وتستمر حتى 2025، جابت 31 دولة في خمس قارات، وشملت محطات بارزة مثل مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة، وسنغافورة، حيث استقبلت آلاف الزوار الذين أُبهروا بجمالها الأخّاذ وتاريخها العريق
أقدم سفينة بحرية قيد الخدمة
ما يميز “أميريجو فسبوتشي” ليس فقط تصميمها الشراعي الساحر بثلاثة صواري، بل أيضًا كونها أقدم سفينة لا تزال في الخدمة ضمن البحرية الإيطالية. انطلقت هذه السفينة العريقة في 22 فبراير 1931، ومنذ ذلك الحين تؤدي دورها كأكاديمية تدريبية عائمة لطلاب السنة الأولى من الأكاديمية البحرية الإيطالية، مما يجعلها بوتقة تنصهر فيها التقاليد البحرية مع التطور الحديث
رسالة بيئية وإنسانية
إلى جانب دورها في التدريب البحري، تحرص “أميريجو فسبوتشي” منذ أكثر من ثلاثة عقود على دعم القضايا البيئية وحماية المحيطات، حيث تتعاون مع منظمات عالمية مثل اليونيسيف والصندوق العالمي للطبيعة، مما يجعلها مثالاً فريدًا على الالتزام بالاستدامة البيئية في عالم الملاحة البحرية
جسر ثقافي بين مصر وإيطاليا
حضور هذه السفينة في الإسكندرية لم يكن مجرد توقف في ميناء، بل مثل جسراً ثقافياً بين مصر وإيطاليا، حيث شهدت الزيارة تبادلاً ثقافياً وفنياً واقتصادياً بين البلدين. وقد زارها القنصل الإيطالي بالإسكندرية، ماريو دي باسكوالي، وعدد من الشخصيات العامة، مؤكدين على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين
تحفة بحرية تسحر العيون
الزوار الذين صعدوا على متن “أميريجو فسبوتشي” أُعجبوا بجمال تصميمها الكلاسيكي، والتفاصيل الدقيقة التي تعكس روعة الفن البحري الإيطالي. بين أشرعتها الضخمة، وهياكلها الخشبية المزينة بإتقان، وأضوائها الذهبية التي تنعكس على مياه البحر، بدت السفينة وكأنها تخرج من لوحة فنية نابضة بالحياة
ختام الزيارة.. ذكرى لا تُنسى
مع غروب الشمس على ميناء الإسكندرية، غادرت “أميريجو فسبوتشي” وسط وداع حافل من عشاق البحر والتاريخ، تاركة وراءها ذكريات لا تُنسى لمن شاهدها واستشعر عظمتها. إنها ليست مجرد سفينة، بل قصة تُروى عبر الأمواج، تُجسد التراث البحري الإيطالي في أبهى صوره، وتربط الماضي بالحاضر في رحلة لا تنتهي

معلومة على الماشي*
أميريغو فسبوتشي (9 مارس 1451 – 22 فبراير 1512) مستكشفًا وملاحًا إيطاليًا من جمهورية فلورنسا، اشتُق من اسمه مصطلح «أمريكا


تقرير وإعداد : رنا أحمد طمان
كلية الصيدلة
إمتياز